أعمال

أزمة تجارية في إيران بسبب انقطاع الكهرباء

العربية
سبتمبر 03, 2025
أزمة تجارية في إيران بسبب انقطاع الكهرباء
يشكو سعيد من عدم إقبال الزبائن على مطعمه للبيتزا الغارق في العتمة في حي راقٍ بشمال طهران، إذ يشكّل الانقطاع المتكرّر للتيّار الكهربائي مشكلة كبيرة تعوق أعماله تضاف إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويقول صاحب المطعم البالغ 48 عامًا: "تنقطع الكهرباء أحيانا في خضمّ تقديم وجبات الغداء.. ونحن أصحاب المطاعم نعاني الأمرّين". يضاف إلى هذه المشكلات شبح عودة العقوبات الدولية على إيران، بعدما قامت الدول الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد" في مجلس الأمن الدولي، في ظل غياب آفاق تسوية بشأن الملفّ النووي، أما الريال الإيراني، فتتهاوى قيمته أمام العملات الأجنبية، ما يزيد من التضخم المزمن، وفق وكالة "فرانس برس". ويسعى سعيد إلى الصمود في مواجهة هذه الصعاب عبر تقليص التكاليف وقطع الإنارة عن مطعمه وخفض عدد العاملين فيه. والصيف عادة حارّ في إيران التي غالبًا ما تشهد موجات جفاف، ما يزيد تلقائيًا من استهلاك الكهرباء لتشغيل مكيّفات الهواء. وبلغ استهلاك الكهرباء 73.5 ألف ميغاواط يوم الجمعة، بحسب التلفزيون الرسمي، وهو يناهز المستوى القياسي المسجّل عام 2024 بواقع 79 ألف ميغاواط. ويكمن جوهر المشكلة في افتقار محطّات توليد الطاقة للوقود اللازم لإنتاجها، ما اضطر السلطات إلى ترشيد استهلاك الكهرباء. وبغية تخفيف الأعباء عن الشبكة المتقادمة، يقطع التيّار لمدّة ساعتين على الأقلّ يوميًا عدّة أيّام في الأسبوع، وعلى نحو متناوب في مناطق البلاد. لا كهرباء لا إنترنت وفي غياب الكهرباء، يقطع الاتصال بشبكة الإنترنت، ما يحرم سعيد أيضًا من جزء من زبائنه يقومون بطلبيات. ويقول صاحب المطعم الذي ليس في يده حيلة: "تنخفض الطلبيات انخفاضًا شديدًا، ويحدث أن يقوم زبون بطلبية من دون أن نلحظها بسبب انعدام الاتصال بالشبكة". وتتكبّد المؤسسات التجارية الصغيرة، من أفران ومحلات حلوى ومثلّجات وبقالة، غير القادرة على تحمّل تكاليف مولّدات كهربائية، خسائر كبيرة مع تدهور نوعية منتجاتها بسبب الحر. وفي حيّ بوسط العاصمة، يشير صانع حلويات إلى برّادات فارغة أو مُلئ نصفها بعد توقّف الإنتاج إثر قطع الكهرباء. ويندّد التاجر الذي غزا الشيب رأسه بعدم انتظام فترات قطع التيّار، موضحًا: "يقولون لنا أحيانًا إن الكهرباء ستقطع عند الحادية عشرة لكن يتوقّف التيّار قبل ساعتين عندما نكون في خضمّ عملية إعداد الحلويات". لا كهرباء ولا مياه ويجلس صاحب مطعم خارج محله ينتظر الزبائن بلهفة، وفي داخله حرّ شديد في غياب التهوية بسبب انقطاع التيّار، ويقول: "عندما تقطع الكهرباء في عزّ الحرّ، نخسر السواد الأعظم من زبائننا". وانتشرت على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي صور لتجّار اضطروا لرمي قوالب الحلوى أو عجينة الخبز التي تلفت بسبب غياب الكهرباء. وهي أيضًا حال الجزّار حسين حاج عباسي الذي اضطر إلى التخلّص من منتجاته التي تنقضي صلاحيتها بسرعة. وفي ظلّ قطع التيّار الكهربائي، تعاني مناطق صناعية عدّة في ضواحي طهران من بطالة تقنية يومين في الأسبوع، بحسب الإعلام المحلي. وتشهد العاصمة الإيرانية أحد أكثر فصول الصيف حرّا هذه السنة، إذ تناهز درجاتها 40 مئوية، أما في الجنوب يمكن للحرارة أن تتخطى الخمسين مئوية. وتأمر الحكومة بانتظام بإغلاق المصارف والمؤسسات العامة لتوفير الطاقة وأيضًا المياه في وقت بلغ منسوب السدود مستوى منخفضًا على نحو غير معهود.